Site icon ألوان أوروبا

العائلة ودورها بدعم أطفالهم بالمدارس – محمد شمّا

محمد شما | مرشد نفسي ومقوم سلوكي
محمد شما | مرشد نفسي ومقوم سلوكي

التعليم تعريفا: هو العملية المنظمة التي يقوم بها المعلم لاكساب المتعلم جملة من المعارف   والمهارات والخبرات والعادات التقاليد ..لذلك ووفقا للتعريف فان عملية التعلم قد تكون في عدة أماكن تبدأ بالأسرة مروراً بالمدرسة التي تأخذ الدور الرئيس لتستقر بالنهاية بالمجتمع والعلاقات الاجتماعية.و بالتالي تتفاعل هذه العناصر الثلاثة مجتمعة لتشكل وتكون المنظومة المعرفية لكل فرد.   ومقالنا اليوم سيتناول العلاقة المثلثية المتمثلة بالطفل رأساً للمثلث وفي القاعدة يقبع كل من الالأسرة والمدرسة والعلاقة بينهما  التي ينبغي بشكل من الاشكال ان تصب بمصلحة الطفل .

بداية  الأسرة والتي تقع على عاتقها المسؤلية الأكبر منذ اليوم الأول لولادة الطفل ولا تنتهي بدخوله المدرسة وإنما لمراحل متأخرة من المراهقة وربما لبداية عمر النضج والشباب،  فالأسرة هي المعلم الأول للعادات والتقاليد والقيم ولو افترضنا سلفاً صلاح الأسرة ليس بالضرورة أن ينشأ الطفل صالحاً وهذا مرده لعلاقة الأهل بالطفل والآليات المتبعة لرعاية وتعليم الطفل المعارف والخبرات والقيم. وهنا تبرز عدة عوامل لابد للأهل من مراعاتها حتى تكون عملية التعليم مكتملة وحققت أهدافها المرجوة:

  1. حضور الوالدين بحياة طفلهما وذلك بتخصيص الوقت الكافي لقضاءه مع الطفل.
  2. احترام رغبات الطفل بما لا يتعارض مع قيم الأسرة والعمل على تنمية جوانب شخصيته.
  3. ان يوفر الوالدان القدوة الحسنة لأبناءهم.
  4. تلبية الحاجات الجسدية و النفسية والعاطفية للطفل.
  5. تنظيم وقته والعمل على خلق اوقات الفراغ ذات الطابع الممتع والمفيد مع الأسرة.
  6. اختيار اصدقاء الطفل لانهم وبشكل من الأشكال قناة من قنوات اكتساب الطفل العادات والقيم.

والآن بعد أن أتم الطفل سنواته الأولى في حضانة الأسرة ليستعد الآن للانتقال لعالم أكبر أوسع براق أحيانا وصارم ومنظم أحيانا أخرى كان الطفل في أسرته فرداً محورياً ليغدو الآن فرداً طمن مجموعة يخضع لقوانينها وأحكامها ضمن منظومة تعليمية مدروسة ومحكمة وحتى تقوم المدرسة بدورها التعليمي  الأكمل عليها القيام بالإجراءات التالية:

العمل على تعيين الأساتذة الأكفاء والمدربين على وسائل التعليم الحديثة والتي تعمل على تنمية عقل وشخصية الطفل.

العناية بالكوادر التوجيهية والإرشادية لأنه على عاتقها يقع مسؤولية متابعة الأداء الدراسي والسلوكي للطفل، والأهم خلق مساحة زمنية لأوقات الفراغ يستطيع الطفل إبراز ابداعاته، كما أن للعناية بالمناهج الدراسية دور لايقل أهمية عن الأدوار السابقة، وبالتالي فان تضافر هذه الجهود جميعها يحقق تحصيلا دراسيا امثل وبيئة مدرسية ناجعة.

العلاقة بين الأسرة والمدرسة   

لايمكن إغفال ان العلاقة بين الاسرة والمدرسة هي علاقة تكاملية فما تبدأ به الأسرة تكمله المدرسة  فمع بداية الطفل أعوامه الدراسية تبدأ معها الدروس والواجبات المدرسية وبالتالي تبدأ الالسرة والمدرسة برسم ملامح علاقة تبادلية تصب بمصلحة الطفل وتحصيله الدراسي والمعرفي.

بداية على المدرسة أن ترسم صورة واضحة وشبه كلية عن الحياة الأسرية للطفل ضمن بيته لتتمكن المدرسة من الإحاطة بالحالة السلوكية والنفسية للطفل من أجل تحصيل معرفي أتم .

كما يجب على الأسرة معرفة طرق تعامل المدرسة والطاقم التدريسي مع الأطفال والطرق المتبعة لمعالجة مشاكل والسلوكيات غير المرغوبة للاطفال كما يجب الإطلاع على النشاطات اللاصفية والنشاطات المنفذة التي من شأنها ان تحفز طاقات ومهارات الطفل .

التواصل

إن متابعةالأهل للواجبات المدرسية للطفل يعكس درجة عالية من الوعي يصب في مصلحة الطفل ومستقبله التعليمي ،كما أن متابعة الحالة النفسية للطفل يومياً والتواصل مع المدرسة في حال حدوث أي طارئ هو من أهم الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الأسرة بالتعاون مع المدرسة ز

ولكن الاهم هو اخطار المدرسة للاهل في حال حدوث اي طارئ من اجل التصرف السريع والناجع لعلاج وتلافي اي نتائج لهذا السلوك الطارئ .

لذلك ومن الضروري أن يكون كلا الطرفين أي الأسرة والمدرسة على وفاق تام  على آلية وسبل التعليم والتواصل بينهما من أجل سير عملية التعليم بشكل صحيح ونافع .

وكما أسلفنا ببداية المقال إن حضور الأهل في حياة ابنهما بالأسرة ايضاً يستتبع حضورهما بحياة ابنهما الدراسية والمدرسية كالمشاركة بالاحتفالات المدرسية والنشاطات الطلابية لأن ذلك من شأنه أن يشعر الطفل بالتقدير والمكانة والدعم اللازم لاستقرار الطفل بالحياة الأسرية والتعليمية على حد سواء.

كما أن مشاركة الوالدين لابناءهم بنشاطات أخرى كالنشاطات التطوعية التي تنظمها المدرسة له عظيم الأثر في التكوين النفسي والعاطفي لدى الطفل كما يعزز مكانة الطفل بين اقرانه.

ولكن:

معوقات كثيرة قد تحول دون تحقيق هذه العلاقة أهدافها الأمثل كأن يكون هناك تعارض بين قيم المدرسة والقيم الأسرية وهذا بدوره يؤدي إلى تشتت الطفل وضياع في تكوين هويته القيمية المعرفية، أن تكون الأسرة تعاني من خلل في العلاقات كعدم صحة تعامل الوالد مع الوالدة أو حتى مع الاطفال، انخفاض المستوى التعليمي والمعرفي للوالدين وبالتالي عدم مجاراة والاهتمام بالتحصيل العلمي لأبنائهم .

وجود خلل بوظائف الطفل الإدراكية والسلوكية وعدم اعتراف الوالدين بذلك  مما يؤدي الى تفاقم المشكلة.

والنقطة الأهم ان المدرسة بوصفها مؤسسة تربوية إلا أنها مؤسسة اجتماعية أيضا تعمل بشكل أو بآخر على نقل الكثير من القيم المجتمعية للطلاب وان كان هناك تعارض بين قيم المدرسة وقيم الاسرة فهناك خيارات ثلاث:

  1. انفتاح وذوبان للأسرة والطفل بقيم وتقاليد هذا المجتمع وبالتالي انسلاخ تام عن تقاليد الاسرة .
  2. تقوقع الاسرة وانغلاقها على عاداتها وتقاليدها وتجنيب الاطفل عادات المدرسة والمجتمع وهنا يؤدي هذا السلوك الى صراع وشرخ سيعاني الطفل منهما مما سينعكس سلبا على التحصيل العلمي وحتى على الصحة النفسية والسلوكية للطفلز
  3. ان تقوم الاسرة بعملية انتقاء ماهرة لما هو مقبول وجميل بقيم المدرسة وتجبب ماهو معارض لقيم الاسرة وهذا يتطلب جهدا جبارا من الاسرة وعلاقة قوية ومتينة من الاهل مع اطفالهم لتحقيق هذه المعادلة.

 

ختاما:

أطفالنا هبي تلك البذور التي زرعناها في تربة حياتنا وتعهدناها بالرعاية والحب آملين أن تزهر في حياتنا عبق يلون ايامنا ومستقبلنا ..

وليس هناك اجمل من مقولة جبران خليل جبران في الطفولة لاختم مقالي هذا :

إن أطفالكم ماهم بأطفالكم ،فقد ولهم شوق الحياة الى ذاتها بكم يخرجون الى الحياة ولكن ليس منكم.

Exit mobile version