ثقتك بنفسك أساس نجاحك ك امرأة عربية في أوروبا
مقال رأي | ياسمين حمور – طالبة في هندسة الكيمياء في السويد
في البداية دعونا نتحدث قليلاً عن توصيف الثقة بالنفس، والتي اعتقد أنها من أهم الصفات التي تميّز الشخصية القوية للمرأة في أوروبا، حيث تعزز بذاتها تقبل السلبيات والإيجابيات الشخصية والفكرية منها بل وحتى الجسدية.
وفي حديثنا حول المرأة العربية في أوروبا نجد أنها قد تتعرض لتحديات كبيرة في المجتمع الجديد الذي بدأت بالانتماء إليه و أهمها الاندماج بالطريقة المثلى مع العادات والتقاليد والحياة الجديدة.
والثقة بالنفس ربما من أهم الصفات التي يجب على المرأة العربية في أوروبا التحلي بها، وذلك لأسباب عديدة منها إظهار الصورة الإيجابية والتي هي الأقرب إلى المثالية، والعمل على بدء المرأة لحياتها الجديدة بمختلف أدوارها بنجاح.
لكن هنا تدور ببالنا تساؤلات كثيرة لعل أهمها: كيف تعزز المرأة العربية ثقتها بنفسها في مجتمعها الجديد؟
- أولاً: عزيزتي عليك التحلي بالصبر في التعامل مع السلبيات التي قد تواجهك: حاولي التحدث بهدوء والتعبير عن نفسك وعدم مقارنة نفسك بالآخرين. كما تذكري عدم التحدث بسلبية عن الآخرين ونقدهم دون أسباب واعتمدي النقد البناء في حال طلب منك إبداء رأيك بموضوع أو شخصية ما. كما عليك أن تحترمي العادات والتقاليد للمجتمع الجديد وأن لا تقللي من شأنها أمام الآخرين وإن وجدت بعض السلبيات فحاولي التعامل معها وإصلاحها بقدر استطاعتك.
- ثانياً: حاولي قبول التحديات والصعوبات التي تواجهينها في المجتمع الجديد: كل مجتمع جديد له مميزاته وعاداته وتقاليده التي قد تكون جديدة عليك كامرأة عربية. فلذلك حاولي بكل ذكاء الاستفادة من الإيجابيات والبناء عليها، كوجود القوانين والقواعد التي تساعدك على فهم حقوقك واحترام واجباتك للمجتمع، حرية التعبير، وتواجد المراكز الاجتماعية والمؤسسات التعليمية التي تعمل على تثقيف المرأة وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتها.
- ثالثاً: حددي المشاكل والصعوبات التي تواجهينها واعملي على تصحيحها بتأنٍ وصبر: عليك عزيزتي احترام خصوصيتك وخصوصية عائلتك والآخرين وعدم التحدث عن العقبات والسلبيات التي تواجهينها في العمل، البيت، أو المجتمع المحيط، فكما يقال لكل مقام مقال.
- رابعاً: رتبي وقتك واكتبي قائمة يومية بالمهام التي عليك إنجازها: خصصي كل يوم وقت قصير للجلوس وممارسة النشاطات الروحية، الترفيهية، البدنية التي تساعدك على التعرف على نفسك أكتر والامتنان والشكر واجمعي أفكارك السلبية والإيجابية في ورقة ولا تبوحي بها أمام الناس.
- خامساً: طوري من أفكارك بشكل دائم وتعرفي على نشاطات جديدة: الأنشطة الجديدة يمكنك من خلالها أن تتعلمين مهارات جديدة وتطوير أسلوب حياتك.
أنا شخصياً استخدم مبدأ أطلقت عليه قاعدة المرآة أي أني استخدم المرآة كوسيلة للتعبير عن نفسي والتحدث مع نفسي، وأيضاً لا أنسى أن أحفز وأدعم نفسي دائماً بالكلمات التحفيزية، مثل أن يومي سيكون جميلاً وسأصنع إنجازات ولو كانت صغيرة.
- سادساً: ضروري جداً أن تتعلمي لغة البلد أو لغة المجتمع الجديد: ربما هي من أهم الخطوات التي تساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك وإبراز شخصيتك ورأيك كامرأة عربية. ومن تجربتي الشخصية في تعلم اللغة لقد كان من أجمل وأكبر التحديات التي تساهم في المقام الأول في تعزيز الثقة بالنفس والتعبير عن نفسك والمشاركة في النشاطات الإجتماعية المختلفة. “اللغة تعتبر مفتاح العالم ومحطة العبور في المجتمع الجديد.”
أعلم بأنك تسألين الآن ما علاقة اللغة بالثقة بالنفس؟
الجرأة والثقة بالنفس ضروريتان لك عندما تحاولين استخدام اللغة للتعبير عن رأيك في أي مكان، البقالة، العمل، الاجتماعات، المجالس الاجتماعية، فعليك استخدام اللغة وعدم التقليل من نفسك أمام الوجود والأهم استخدام الكلمات المناسبة التي تعلمتيها بصفوف اللغة او في المدرسة أو الجامعة.
ملاحظة: عزيزتي دعك من تكرار جملة “أنا لا أعرف السويدية وأخجل أن أتكلم بشكل خاطئ”، من قال أن عليك التحدث بحرفية وتكلم اللغة كأصحابها الأصليين.
هناك مبدأ جميل اسمعه دائماً من والدتي ألا وهو أخطائنا هي أحد الدروس المجانية التي تعلمنا كيف نقوم بالصواب في الأيام القادمة
تفائلي جداً ولا تقللي من قيمة نفسك ومقارنة نفسك بصديقتك التي تتكلم بطلاقة، لا بل عليك أن تحاولي جدا للوصول إلى الهدف. والوصول إلى الأهداف يحتاج المحاولات الكثير منها غير الناجحة ومنها التي تساعدك على المضي قدماً.
اقراء ايضا : عن راسموس بالودان حارق المصاحف المتجول
من أحد أسرار نجاح تعزيز الثقة في النفس: القراءة، لكن ليس عليك أن تقرأي آلاف من الكتب إنما يمكنك اختيار المواضيع الممتعة والمهمة في وقت فراغك. فالثقافة العامة أحد مميزات المرأة العربية التي عليها اظهارها للمجتمع ومشاركة رأيها بكل وضوح.
حديثني أنت الأن عن أسرار تعزيز الثقة في النفس وشاركينا بها من خلال التعليقات