من هو طه حسين تساؤل قد يريد البعض من وراءه معرفة مكنونات شخصية عميد الأدب العربي، هذا الأديب المصري العظيم الذي أثرى الساحة الأدبية بكتاباته خلال حقبة الخمسينات والستينات وما تلاها، فكان به من الكتابات ما تهفو النفوس لقراءته، خلال هذا المقال سوف نخبركم عن طه حسين.
من هو طه حسين؟
- هو أحد أقطاب الأدب العربي خلال القرن المنصرم، فتنوعت كتابته بشكل كبير حيث تأثرت بالظروف الاجتماعية والسياسية التي كانت منتشرة في ذلك التوقيت.
- لعب دورا هاما في عودة الأدب المصري إلى مكانته من خلال كتبه ورواياته، ومن بين الكتب العظيمة التي قام بتدوينها كتاب الأيام، ذلك الكتاب الذي تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية في عام ١٩٩٧.
- لم يكن حصوله على لقب عميد الأدب العربي من قبيل المصادفة، بل كان طه حسين من أوائل الكتاب الذين حصلوا على درجة الدكتوراه بالمجال الأدبي، بسبب لغته العميقة وطريقته الجذابة ومحتواه الصادق.
اقرأ أيضا: من هو عبد الحليم حافظ؟ وما هي أشهر أغاني عبد الحليم حافظ؟
حياة عميد الأدب العربي طه حسين
تبلورت شخصية طه حسين من خلال عدة محطات حياتيه منذ نشأته مرورا بكتاباته التي ذاع صيتها وأقبل عليها الجمهور، وصولا لتقلده لقب عميد الأدب العربي، وهي كالآتي:
- ولد طه حسين في قرية من قرى الصعيد عام١٨٨٩.
- فقد بصره في سن مبكرة بسبب إصابته بالرمد حيث لم يكن هناك العناية الطبية الكافية لعلاجه.
- تميز بشدة ذكائه منذ صغره، فالتحق بكتاب القرية ليحفظ القرآن كاملا، مستكملا تعلميه بالأزهر الشريف.
- دخل طه حسين الجامعة عام ١٩١٤، واستطاع الحصول على الدكتوراه برسالته الأدبية التي حملت اسم “ذكرى أبي علاء المعري”.
- ابتعث إلى فرنسا، وهناك حصل على الدكتوراه الثانية من إحدى الجامعات الفرنسية.
- وحصل أيضا على دبلوم الدراسات العليا في الأدب الروماني.
- في فرنسا تزوج من السيدة سوزان بريسو أم أولاده أمينه ومؤنس، فكانت خير سند في رحلته بالحياة والأدب.
- عاد طه إلى مصر ليشتغل بالعمل الأكاديمي، فتم تعينه أستاذا بتدريس التاريخ الروماني.
- ثم أستاذا للأدب العربي بكلية الآداب، حال أصبح عميدا لتلك الكلية.
- أصبح مستشارا لوزارة المعارف عام ١٩٤٢ ثم مدير لجامعة الإسكندرية، حتى أصبح وزيرا للمعارف عام١٩٥٠، والتي تعرف بوزارة التربية والتعليم.
- كان لطه حسين الفضل في جعل التعليم إلزاميا ومجانيا في نفس الوقت، كما كان له دورا بارزا في إنشاء عدد من الجامعات المصرية.
- عاد بعد ذلك للعمل بمهنة التدريس كأستاذ غير متفرغ ثم رئيس تحرير لجريدة الجمهورية.
- توفي عام ١٩٧٣ بالثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني.
الخصائص الأدبية لطه حسين
يمتاز كل كاتب بطيف من السمات الأدبية التي تختلف عن غيره، والتي تعد بمثابة سياسة عمل للكاتب طيلة حياته، ومن بين ما تفرد به طه حسين عن نظرائه من الكتاب الآتي:
- تتميز كتابات طه بالتراكيب الموسيقية البارعة، بعيدا عن المصطلحات المغلظة والمتقوقعة التي تصيب القارئ بالملل والرتابة.
- حيث استخدم المحسنات البديعية لتعبر عن المعني أكثر من اللفظ، مثل جملته التي قال فيها “فراغ فارغ كثير” وهكذا.
- استخدم طه الأسلوب التتابعي والذي يحمل معنى تكراري للفظ ليوحي بصورة قوية عن المشهد، مثل:
- “ينفق ساعات حلوة حرة يقول فيها ما يشاء ويسمع فيها ما يشاء”.
- استخدم طه حسين أسلوب الترادف الثنائي الجذاب كما جاء في قوله، جملة ” استيقنوا أن الثراء والسعة وخفض العيش من معوقات طلب العلم”.
- أسلوب التضاد في الجمل، لإبراز المعني الحسي للكلمات، فكان يقول “كان حاضرا كالغائب وكان يقظا كالنائم”.
- تميزت كتابات بالتأثر بالقرآن، مستخدما الجمل التركيبية التي تساهم في زيادة الإقناع، مثل “ويتجنبها الفتى” على وزن” ويتجنبها الأشقى” وغيرها.
- اعتمد على استخدام المبني للمجهول، فكانت جمله تعبر بقوة عن حالة من الضبابية التي يلهث خلفها الجمهور.
- وبوجه خاص الغموض الذي اكتنف بعض كتاباته.
- استخدم طه حسين كذلك نائب الفاعل والمفعول به في روايته، والتي ساعدت في مشاركة القارئ بأحداث تلك الرواية من خلال تغيير واجهة تفكيره نحو شيء أخر.
- لجأ كذلك إلى استخدام الكلمات والمفردات العامية مثل قهوة وشيشة وتونة وسردين وغيرها من الكلمات، في إطار متناسق وجمالي لم يخل بتركيب الجمل.
اقرأ أيضا: من هو أحمد خالد توفيق – وما هي أهم رواياته؟
نهج وأفكار طه حسين الأدبية
كان لطه حسين معتقدات أدبية تسوقه نحو أصباغ كتاباته بلون أدبي فريد، ومن بين ذلك:
- كان من أوائل الرافضين لاستبدال اللغة العربية الفصحى بالعامية، فكان من أشد المحافظين على اللفظ النحوي مثل التسكين والإعراب.
- اعتنق فكرة عدم الاعتماد على النحو القديم وضرورة تبسيطه ليتعلمه العامة ويرغبون به، فاقترح ذلك على أحد المسئولين في عهده.
- كان من الداعين إلى استخدام منهج الشك الديكارتي في كل أمور الحياة، وهو منهج يعتمد النقد وعدم تقبل كل شيء كأنه مسلم به.
أساتذة طه حسين الذين أثروا شخصيته الأدبية
ستجد من بين تلك القائمة صنوفا من العلماء المصريين والأجانب الذين بنوا عقيدة طه حسين الأدبية، وهم هؤلاء:
- ولدت شخصية الأديب طه حسين على يد الشيخ محمد جاد الرب منذ أن كان صغيرا.
- تأثر بأساتذة كبار مثل الشيخ محمد عبده والشيخ سيد المرصفي ومصطفى المراغي وغيرهم، وذلك عندما كان تلميذا بالأزهر.
- بينما في المرحلة الجامعية تتلمذ طه على يد المستشرق جويدي وكرنك نيللو، وغيره من العلماء المصريين.
الجوائز التي نالها طه حسين
نال طه حسين مجموعة من الجوائز التقديرية والشرقية خلال مسيرته الأدبية، فكان من أبرزها:
- نال جائزة الدولة في الآداب عام ١٩٤٦، وذلك بما حققه كتابه “على هامش السيرة” من إبداع أدبي في تصوير حياة المصطفى.
- في عام ١٩٥٦ حصل طه حسين على ميدالية منظمة اليونيسف.
- حصد جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ١٩٥٨.
- كذلك حصل طه عام ١٩٦٥ على قلادة النيل من بين ارفع الأوسمة المصرية.
- جائزة حقوق الإنسان من الأمم المتحدة عام ١٩٧٣، وذلك قبل وفاته بأيام.
- نال عدة جوائز متفرقة من بلدان عديدة مثل فرنسا والجزائر والسنغال وتونس.
- وإيطاليا والنمسا والسنغال، والدكتوراه الفخرية من جامعة ليون، وغيرها من البلاد.
ما هي أشهر مؤلفات طه حسين؟
من بين أشهر كتب طه حسين التي مازالت يقتنيها الكثيرين داخل منازلهم ولا تبرح أيديهم ليل نهار، تلك الكتابات:
- كتاب الأيام، والذي تحدث فيه طه عن مسيرة حياته منذ صغره، وكيف أثرت حادث فقدانه لبصره على أن يكون الأفضل على الأطلاق.
- كتاب في الشعر الجاهلي، من بين الكتب التي أثبت جدلا واسعا بسبب انتساب طه للشعر القديم إلى عصر فجر الإسلام وليس قبل ذلك.
- كتاب حديث الأربعاء، والذي تضمن مجموعة مقالات أدبية كتبها بالصحافة المصرية.
- فكانت تدور حول النقد الأدبي للشعر والشعراء ومراحل تطوره.
- كتاب تجديد ذكرى أبي العلاء، والذي تحدث عن حياة أبي العلاء وآثاره الأدبية وكتاباته.
- كتاب قادة الفكر، والذي تناول بالشرح تاريخ الحضارة اليونانية وأنها كانت البذرة الحقيقية للأدب الغربي.
- رواية ما وراء النهر، وهي رواية تتحدث عن الظلم وعواقبه السيئة.
- فترك طه حسين نهايتها مفتوحة ليترك العنان للقارئ على مشاركته فيها بنسج خيوطها بخياله.
اقرأ أيضا: تعرف على من هو زين الدين زيدان – الأرقام القياسية التي حققها
في نهاية مقالنا نكون بذلك قد تحدثنا باستفاضة وجاوبنا على السؤال المطروح من هو طه حسين، ودوره الأدبي في مصر وخارجها، وكيف كافح بسياسته وشخصيته المستقلة عندما كان وزيرا للمعارف، إلى جانب الجوائز والأوسمة التي نالها في حياته.