fbpx
المرأةدعاء تللومجلة ألوان أوروبا - العدد الأول

المرأة العربية في المهجر

دعاء تلّو – إعلامية

لطالما شغلت المواضيع المتعلقة بالمرأة العربية حيزاً كبيراً من الاهتمام العربي والغربي، حيث تلعب المرأة في المنطقة دورًا حيويًا ومهمًا في تقدم المجتمع، كما تترك أثرًا فعالًا وايجابيًا في العالم أجمع.

ولطالما كانت هناك مقارنات ظالمة بين المرأة العربية والغربية، رغم اختلاف السياقات والظروف.

ومن خلال هذا المقال سوف نحاول أن نسلط الضوء على واقع المرأة العربية المهاجرة في المجتمع الغربي، الصورة النمطية الملتصقة بها، والتحديات التي تواجها في المهجر، بالإضافة إلى تطلعاتها للمستقبل.

رغم كل الإمكانيات المتوفرة التي تساعد قد على تطوير وضع المرأة بشكل عام إلا أن المرأة العربية تجد صعوبات في التأقلم، برغم كفاءتها العالية و مجهودها للحصول على شهادة، دون تركها لواجباتها الأسرية والاجتماعية، و تحملها لأي مكروه قد يحصل عل صعيد هذه المستويات.

أما عن الصورة النمطية فالحديث يطول بشكل كبير، فالنساء يشكلن حوالي 49.7 ٪ في منطقة الشرق الأوسط، و يسود اعتقاد عند بعض الغربيين بأن هؤلاء النساء مكبوتات ومضغوطات في خيمة في الصحراء، و أن المرأة العربية لا تملك حرية التصرف مادام أنها ملك لبيتها وزوجها فقط، و لا ينبغي أن يكن متعلمات أو يعملن أو يكون لهن حتى رأي حتى في إدارة شؤون المنزل وتربية الاطفال،

مما يخلق حالة من التعاطف معها أو النظر لها بعين الشفقة لأنها في نظرهم كائن مستضعف محبوس في المنزل و تتعرض للعنف الأسري، النفسي، الجسدي، المادي، اللفظي والإهمال ناهيكم عن العنف الاجتماعي بحق الأرامل والمطلقات وما يتعرضن لها من تهميش واقصاء وابتزاز خاصة عندما يطالبن بحقوقهم المادية والانسانية، و في حال كانت من أصحاب الشهادات العليا و كان لديها عمل، فيقوم الزوج أو الأخ بأخذ كل راتبها، حسب ما يعتقدون .

ولعل المثير في الموضوع هو أن اول سؤالين قد يطرحون على النساء في مقابلاتهن الأولى في المراكز الصحية هو: هل تتعرضين للتعنيف عنف من زوجك أو من أحد ذكور العائلة؟ أو هل زوجك يقرب لك؟

هذه الاعتقادات للأسف لا تزال سائدًة في بعض المناطق في العالم العربي، و للأسف لاتزال المرأة العربية ضحية الأحكام المسبقة من خلال هذه الصور، لكن النساء والرجال العرب المعاصرين والمتعلمين و ذوي الإرادة القوية يجدون هذه الصور متخلفة و غير مناسبة.

أما بالنسبة للتحديات فتجد المرأة العربية المهاجرة نفسها أمام قيم و عادات تختلف عما نشأت عليه في مجتمعها العربي، وتجد أن عليها أن تختار طريقا بين الحرية الواسعة المتاحة في الغرب، و بين الإرث الثقافي الذي تمليه عليها النشأة العربية، و هنا عليها تشكيل اندماج يناسبها لا تكون فيه معزولة عن البلد المضيف، أولا تحافظ على هويتها دون الانصهار التام داخل الثقافة الجديدة.

ولعل من التحديات التي تواجهها أيضا٫ نذكر اختلاف البيئة والثقافة والقوانين و تعرضها للإجحاف في الرواتب والترقي الوظيفي والاستغلال، و ككسر تلك الصور النمطية التي تحدثنا عنها مسبقا، ودراسة لغة جديدة، إكمال التعليم الجامعي الذي يتطلب منها فترة طويلة لتعديل شهادتها، و هو ما قد يجعلها مضطرة للخضوع لعدة برامج وساعات طويلة و شاقة من التدريب، داخل منظومة تعليمية مختلفة جداً عما خبرته في بلدان الشرق الأوسط التي تعتمد مناهجها على تدريس المواد من الكتب، أما في بلاد المهجر فتعتمد الدراسة على فهم و تحليل الطالب، و يعتبر أي تشابه مع الكتب هو سرقة ادبية او غشا يعرضَ مرتكبه للمساءلة القانونية.

صحيح أن هناك فرصاً أوسع للدراسة و العمل في المجتمعات الأوروبية، لكن هذه الفرص تتطلب عملاً قاسياً ومستمراً لتحقيق ما تتطلع إليه المرأة، خاصة مع المنافسة الحادة في هذه المجتمعات.

رغم كل هذه التحديات فالنساء العربيات اليوم هن رائدات أعمال، وناشطات، و معلمات، و فائزات بجائزة نوبل، كل ما سبق لا ينفي او يؤكد وجود مشاكل مجتمعية و نقص في الحقوق للمرأة العربية، حتى الغربية فقبل بضعة عقود فقط، كان على النساء المتزوجات في ألمانيا أن يطلبن إذنًا من أزواجهن إذا أردن فتح حساب مصرفي أو ممارسة مهنة، و لليوم تناضل المرأة الغربية في سبيل الحصول علي كامل حقوقها.

تطلعات المرأة العربية في المهجر

لا يمكن إنكار أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين النساء في أوروبا و العالم العربي رغم اختلاف التحديات و تفاصيلها فالمشكلات مثل الفقر و عدم المساواة في الحقوق و الأجور و غياب العدالة الاجتماعية تؤثر على النساء بشكل خاص في عدة مناطق عديدة من العالم.

تتطلع المرأة العربية إلى المساواة في العمل و الحياة العامة، و دعم المجتمع لخياراتها، و لا يبدو أن معركتها للوصول إلى مجتمع تسود فيها روح العدالة في التعليم والحياة ستنتهي قريبا، رغم أنها أكدت في مناسبات عديدة أنها قادرة على الإنجاز و القيادة إن أتيحت لها الفرص.

زر الذهاب إلى الأعلى