fbpx
أخبار السويدالمرأةدعاء تللومجلة ألوان أوروبا العدد الرابع

ناشاطات نسويات يتحدثن عن التباين بين شعارات الأمم المتحدة وأولويات المرأة العربية | تقرير دعاء تللو

- Advertisement -

منذ عدة أيام مضت وتحديداً ٦ مارس / آذار احتفل معظمنا في اليوم العالمي للمرأة والذي أقرت الأمم المتحدة عام 1977 الهدف منه تسليط الضوء على قضايا المساواة بين الجنسين والتعريف بحقوق المرأة، وتحقيق تقدم في هذه القضايا على المستويات الدولية العالمية.

وفي كل عام يتم اختيار موضوع محدد للاحتفال به في هذا اليوم، ويستند هذا الموضوع إلى القضايا الرئيسية التي تواجه المرأة في العالم، والتي يجب التركيز عليها لتحقيق المساواة بين الجنسين.

لكن موضوع هذا العام والذي كان تحت شعار الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين” أثار جدلاً حول إمكانية استخدام هذا الشعار في ظل الظروف الراهنة للمرأة في بعض الدول، والتي تعاني من التمييز والعديد من الانتهاكات، وبالتحديد إن أغلب قارات العالم تشهد العديد من التوترات الدولية والصراعات السياسية والاقتصادية.

ومن الجانب الآخر كان هناك آراء تتحدث عن ضرورة استخدام هذا الشعار في ظل الظروف الحالية.

من خلال هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على وجهات نظر عديدة لنشطات في العمل النسوي عن ماذا يمكن للابتكار والتكنولوجيا تقديمه المرأة في ظل الأوضاع السياسية المتوترة التي تشهدها المنطقة؟ وما هي الأولية التي يجب العمل عليها بدلاً من الابتكار والتكنولوجيا، وأيضا عن الفرق بانعكاس هذا العنوان على النساء في الشرق والنساء في الغرب. 

خلال حديثنا مع الناشطة النسوية “شيراز الحسن”، حول رأيها بالموضوع، قالت لنا:

المهندسة شيراز الحسن- ناشطة نسوية
المهندسة شيراز الحسن- ناشطة نسوية

“إن التكنولوجيا في وقتنا الحالي هي المنفذ والطريق، ومن خلالها استطاعت المرأة تخطي كل الحواجز وتمكنت من الوصول للمعرفة، والثقافة، والتعلم، والتنوير.. ولو تحدثنا عن التكنولوجيا بشكل عام ودورها في خدمة المرأة تحديدا لن نتمكن من الحصر..  فقد أضحت التكنولوجيا بمثابة بوابة للمرأة نحو كافة المجالات.. وخرجت من خلالها المرأة من حدود جدران منزلها ومن حدود دولتها ومن كل القيود.. باتجاه تحرر الفكر والثقافة.

 

أما عن امتلاكهن الخيار بتحديد موضوع للعمل عليه بدلاً من الابتكار والتكنولوجيا، وما إن تراه أولوية في الوقت الحالي، فأجابت “الحسن”:

 

“إن الموضوع الذي لا بد من العمل عليه هو التمكين، والخوض في آليات تمكين المرأة وقدرتها على الاعتماد على نفسها في معزل عن التكنولوجيا، كدراسة القدرة على التصنيع بكافة أشكاله اليدوية الأمر الذي يجمع بين الإبداع والجمال والقدرة على العمل والتسويق والاعتماد على الذات، وهذا باب واسع والخوض فيه لا ينتهي.

وأضافت” الحسن ” عن الفرق بانعكاس العنوان السنوي بين النساء بالشرق والنساء بالغرب:

 

“ان نساء الشرق أصبحوا يمتلكن من الوعي والشخصية والثقافة الي تمكنهن من الخوض في سوق العمل والمشاركة في القرار وأصبح الفرق بينهن وبين نساء الغرب قليل وضئيل جداً.

 

 وباعتقادي الشخصي أرى ان الفرص بين النساء في الشرق والنساء في الغرب من ناحية الابتكار والتكنولوجيا تكاد تتساوى مع بعض التفاوت الذي يعتمد على إمكانيات ومستويات الدول في كل مجال”.

كما تحدثنا مع الناشطة “نبيلة العلي” حول رأيها، عن الموضوع،فبدأت “نبيلة العلي” حديثها بتعريف موجز عن حقوق المرأة، قائلة:

هناك استخدام مطرد لمصطلح “حقوق المرأة” ولهذا المركب اللغوي دلالة مجازية على مجموعة من القضايا الخاصة بالمرأة كالمساواة مع الرجل، ونبذ العنف تجاهها، والعمل على تغيير الأدوار الاجتماعية المنوطة بالمرأة وغيرها، وكون التكنولوجيا كانت أساس داعم و تغيير في الأدوار النمطية للمرأة وسبب أساسي أيضا لدخولها سوق العمل وخاصة بعد تغيير كثير من الأعمال التي تحتاج إلى عضلات وقوة بدنية كان الرجل يتمتع بها دون عن المرأة.

الباحثة نبيلة العلي - ناشطة نسوية
الباحثة نبيلة العلي – ناشطة نسوية

 

- Advertisement -

واعتقد أيضاً شعار الابتكار والتكنولوجيا شعار ناجح لأنه لا يمكن أن نكون خارج الزمن.. إنه زمن التكنولوجيا والابتكار لا محالة ويجب أن نكون جزء منه.

 

وليس هذا فقط بل لتغير مفهوم المساواة والذي يعني من إشكالية لابد من توضيحها بأن المساواة هي في نوع العدالة والتمكين والموارد الاقتصادية والسياسية التي تصبح متوفرة لدى الطرفين وحرية الاختيار وهذه الحرية مرتبطة بمجموعة عوامل يتمتع بها المجتمع لكي نصبح قريبين من المساواة.

 

وعرّجت “العلي” على مصطلح “النسوية” معرفة إياه بالمفهوم السياسي الذي يدل على أن الاختلاف في الجنس هو أساس اللامساواة بين الرجل والمرأة، وهذه اللامساواة ليست نتيجة لضرورة بيولوجية، بل أنتجتها البنية الثقافية في المجتمع والتي بسببها عانت النساء كثيراً من الظلم الاجتماعي الذي وقع عليها، وهذا المفهوم يزود النسوية ببرنامجها المزدوج: فهم الآليات الاجتماعية والسيكولوجية التي تشكل وتؤيد اللامساواة، والسعي بالتالي إلى تغيير تلك الآليات.

 

 وهذا التغيير تدعمه التكنولوجيا التي تفتح أبوابها للجميع للمشاركة ويمكن أن تفتح الباب أمام كثير من النساء للعمل على الرغم أحيانا من وجود ظروف اجتماعية أو بيئية صعبة لديهن. وهنا لابد أن نوضح مسالة في غاية الأهمية ألا وهي الظروف السياسية والاجتماعية التي تقع تحت وطأتها النساء في هذه الأيام والناتجة عن الحروب والأزمات الاقتصادية والسياسية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والتي تدفع ثمنها أولاً النساء والأطفال ليصبح للنساء دور مضاعف ألا وهو المحافظة إن أمكن على ما وصلت إليه، وثانياً المتابعة إلى الأمام والاستفادة من التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتمرير ما تمر به من صعوبات وكيفية إيجاد الحلول.

 

وتضيف الباحثة نبيلة العلي: “كم شاهدنا تغيير في قوانين وعادات وتشريعات كانت من المستحيل الاقتراب منها وكانت من المسلمات لكن بتسليط الضوء عليها عبر وسائل التكنولوجيا أصبحت قابلة للنقاش أحيانا أو التغيير أو الإلغاء.

 

 وهذا ما تؤكده ناقدة من الغرب بقولها “لقد صنعت النساء تاريخياً بقدر ما صنع الرجال، لكن تاريخهن لم يسجل ولم ينقل، ربما كتبت النساء بقدر ما كتب الرجال، لكن لم يتم الاحتفاظ بكتاباتهن” لكن ونحن في عصر التكنولوجيا الحافظة لكل مشاركة سوف نجد في المستقبل أسماء لنساء عظيمات صنعن التاريخ.

 

وشددت “العلي” على أهمية موضوع الابتكار والتكنولوجيا والتي تعتبر أصلاً ملزمة ولا يمكن التعامل خارجها لكن هناك مواضيع ملحة ومهمة ويجب التوقف عندها وطرح الحلول لتجاوزها ومنها مسالة الطلاق بين الجاليات المهاجرة. لماذا هذا المفصل هام..؟

 

ذلك بسبب النتائج السيئة المرافقة له وكيفية التعامل مع الطلاق والذي يعتبر أصلا حق مشروع دينيا ومدنيا لكلا الطرفين بالتراضي أو عبر المحاكم إذا أين تكمن المشكلة..؟

المشكلة هي بالوعي والقدرة على اتخاذ هذا القرار دون أن يسبب مشاكل للعائلة والأطفال وأن لا يكون الأطفال ساحة لتصفية الحساب بين الطرفين وخاصة وهم قادمون من مكان لا يوجد حماية الأطفال والنساء لا من حيث القوانين ولا من حيث البيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد فالمجتمع الجديد في المهجر لديه تشريعات قانونية واجتماعية واقتصادية تحمي المتضرر من هذه العملية وهذا جيد، لكن وعي تلك القوانين وفهمها وعدم التعامل معها بشكل ردة فعل لا واعية تجنبنا الكثير من المخاطر والمشاكل المترتبة عن هذا الطلاق وعلى ضوء ذلك نتمنى أن تُقام دورات توعوية تثقيفية ودورات تمكين معرفي بين الحق والواجب لكلا طرفي العائلة لتوصل لأقل الخسائر الممكنة وحماية الأطفال أنا عن الفرق بانعكاس العنوان السنوي على النساء من السرق والغرب قالت “العلي” ان بالتأكيد هناك فرق في تمكين الموارد، أي أن تصل نساء الشرق الى المعلومات والموارد المتاحة للعمل والمعرفة أقل بكثير من النساء في الغرب المتاحة لها والمتوفرة كل الإمكانات للتمكين والعمل والاستفادة من كل طاقة التكنولوجيا الى اقصى حد واستغلال او الاستفادة من هذه الموارد لتغيير وضع المرأة نحو الأفضل.

 

أما لدينا في الشرق ما زال الحد من التعلم لفئة ليست قليلة من النساء والزواج المبكر والعمل المنزلي المتعب ، والكثير من القيود التي تقف بين النساء والتكنولوجيا ودخول الزمن المعاصر الذي يعتبر عائق في تطور المعرفي والفكري للنساء، فما بالكم ونحن في زمن الحروب والأزمات الكثيرة في هذا الشرق الذي يأن وهناك فرق آخر وهو كيفية استخدام تلك التكنولوجيا بين الشرق والغرب، وينك استخدمها فقط للتسلية او الادعاء بالمعرفة، أما الغرب فالتكنولوجيا هي أداة للحياة والتقدم والتوصل لأفضل الطرق والاكتشاف والابتكار وختمت حديثها ان تبقى المعرفة العلمية من أهم وسائل التطور والتقدم ، وعلى جميع النساء الناشطات والمفكرات الاعتماد عليها لتكون منصة ومنبر للدعم والتوعية لباقي النساء ووسيلة لتطورهن.

 

 

- Advertisement -

زر الذهاب إلى الأعلى