fbpx
سمر مدورصحتيمجلة ألوان أوروبا - العدد الأول

الاكتئاب ونصائح للتعامل معه

 

سمر مدور

تقلبات المزاج، الانفعالات، صعوبة النوم والإرهاق الجسدي، رد فعلٍ طبيعي لفترات محددة تجاه الحزن والخسائر وواقع يومي للبعض وأحد الأعراض الأساسية لتشخيص اضطراب الاكتئاب السريري. لكن مهلاً ما هو الاكتئاب وكيف أتعامل معه في هذه البلاد؟

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني نحو 280 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب 1. حيث إن الاكتئاب قد يصيب الفئات العمرية كافة، ويُعرف على أنه اضطراب مزاجي يصيب النفس والجسد. الاكتئاب لسريري وهو عبارة عن أفكار وسلوك ومشاعر حزن دورية وفقدان دائم للاهتمام لا يمكن تفسيرهم بأسباب منطقية. مما يؤثر على قدرات الأداء الوظيفي للشخص ويعيق القيام بالأنشطة اليومية العادية. 

بعض أنواع الاكتئاب المنتشرة في الدول الأوروبية

هناك عدة أنواع تشخيصية لاضطراب الاكتئاب منها:

  • الاكتئاب الجزئي: وهو اكتئاب مزمن خفيف يعاني خلاله الشخص من أعراض الاكتئاب لفترة وجيزة وقد تكون متكررة.
  • الاكتئاب الموسمي: وهو كما المسمى موسمي يرتبط بالتغيرات المناخية المصاحبة للفصول وغالباً ما يكون خريفي أو شتوي.
  • الاكتئاب الذهاني: يشمل أعراض اكتئابيه تكون مصحوبة بـ هلوسات وأوهام ذهانية كئيبة مثل سماع أصوات تنعت الشخص بصفات دنيئة حول نفسه. 
  • اكتئاب ما بعد الولادة: أحد المضاعفات الناتجة عن الولادة والتي قد تمتد لفترة أطول من أسبوعين، قد تختلف حدة هذا النوع من الاكتئاب ونوعيته وارتباطه باضطرابات نفسية أخرى قبل الولادة.

الأعراض 

يصاب الكثير من الناس بالاكتئاب مرة واحدة فقط، ويتكرر المرض عدة مرات بالنسبة للبعض الآخر. تكون الأعراض بشكل عام نفسية وجسدية، ويتم الشعور بها معظم اليوم. 

 لكي يتم تشخيص الاضطراب يجب أن تتواجد على الأقل خمسة من الأعراض التالية لمدة أسبوعين على الأقل. تشمل أعراض الاكتئاب:

  • ضعف الشهية وفقدان الوزن أو الأكل أكثر من المعتاد واكتساب الوزن.
  • أرق أو فرط نوم، حيث يواجه المريض صعوبة في النوم أو الاستيقاظ مبكرًا أو تنام كثيرًا ومتقطعاً.
  • انخفاض الطاقة أو التعب، فقدان الاهتمام بالأشياء التي تستمتع بها، مثل الأنشطة الترفيهية والتمارين الرياضية ومقابلة الناس والرغبة في ممارسة الجنس.
  • انخفاض الشعور بقيمة الذات، أن تشعر بالقلق بالضيق والإحساس بالذنب والدونية.
  • ضعف التركيز وتذكر الأشياء أو صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • مشاعر انعدام الأمل، ووجود الأفكارالانتحارية.

طرق العلاج

كما الحال في معظم الاضطرابات النفسية والجسدية فقد يؤدي عدم الاكتراث والتدخل في الوقت المناسب وعلاج الاضطراب أو المرض إلى تضاعف الحالة لتصحبها مشاكل نفسية وجسدية أخرى يتم علاج اضطراب الاكتئاب بأحد الطرق التالية:

العلاجات النفسية 

تعتبر العلاجات النفسية الكلامية واحدة من أفضل الطرق لعلاج هذا الاضطراب النفسي حيث يتسنى للمريض الإفصاح عما يثقل كاهله وبالتعاون مع المعالج النفسي يحاول إيجاد الأسباب الكامنة خلف الاكتئاب. في بعض الحالات قد يصعب على المريض الحديث وقد تكون فكرة الكلام بالتزامن مع الاكتئاب الحاد متعبة جداً للمريض عندها يُطلب من المريض العلاج الدوائي قبل البدء أو بالتوازي مع العلاج النفسي حيث يتم تحديد فترة العلاج بالتشاور مع المعالج النفسي وتكون إما قصيرة تمتد إلى 12 أسبوعاً أو طويلة الأمد تمتد لأشهر عدة. 

العلاج الدوائي 

يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي في حالات الاكتئاب المتوسطة والحادة، ومثالاً عن العلاجات الدوائية المعتمدة هي مضادات الاكتئاب والتي تعمل على زيادة نسبة الناقلات العصبية في الدماغ. قد يكون لمضادات الاكتئاب آثار جانبية خلال الفترة الأولى من العلاج، حيث إن الأسابيع الأولى تكون دوماً الأصعب لكن من المهم ذكره أن هذه الأدوية لا تظهر أي فعالية إلا على الأشخاص المصابين بالاكتئاب.

العلاج عن طريق التخليج الكهربائي Electroconvulsive Therapy

  يستخدم لعلاج حالات الاكتئاب المستعصية ويتم من خلاله إرسال شحنات كهربائية للدماغ لإحداث تأثير على الدماغ وتحفيزه على إفراز الهرمونات المؤثرة بالمشاعر، يتم اللجوء إلى هذا العلاج كخيار أخير بعد تقييم الطبيب الخبير النفسي. 

عوامل صحية للوقاية من الاكتئاب

أولا: أحصل على قدرٍ كاف من النوم

يساعد النوم على الحصول على المرونة النفسية والقدرة على تخطي الضغوطات التي قد تغدو محفزاً لنوبات الاكتئاب. إن كنت تعاني صعوبة في النوم أو النوم المتقطع ابحث عن السبب أو تحدث إلى طبيبك.

ثانياً: تجنب كلمات الإحباط واليأس

كلماتنا تؤثر بشكل لاواعي على أفعالنا، الكلمات المحبطة عن الطقس والبلد لا يستطيعون حل أي مشكلة، ذكر نفسك باللحظات الجميلة واخلق لنفسك ذكريات مبهجة واستعن بالخالق على اللحظات الصعبة. 

ثالثاً: مارس الرياضة

لست بحاجة لساعة من التمارين يكفي أن تمارس رياضة المشي لفترة عشرين دقيقة يومياً، حيث إن الحركة تحفز الجسم على إفراز هرمون الإندروفين الذي يساعد على تحسين المزاج إذا كنت تقيم في بلد تقل فيه ساعات النهار حاول أن تحدد فترات المشي في النهار فوفقاً للأبحاث يساعد تعرض الجسم لضوء النهار على مكافحة الاكتئاب. 

رابعاً: عود نفسك على روتين يومي لكن احذر من جعل حياتك روتينية 

تفرض علينا ظروف الحياة في بعض الدول روتيناً متعب بالإضافة إلى تقلبات المناخ والضغط المستمر التي من الممكن أن تؤدي إلى نوبات من الكآبة. يتوجب عليك هنا أن تعزز روتين يومي لأوقات العمل، أوقات النوم والراحة وأن تسعى لإضفاء نوع من التغيير في النشاطات اليومية كالرياضة، مقابلة الأصدقاء والاسترخاء في المنزل.

خامساً: قم بنشاطات جديدة

 لكي تبتعد عن الروتين وتحفز إفرازات الهرمون المرتبط بتحسين المزاج والشعور بالسعادة (الدوبامين)

جدد نشاطاتك بشكل دوري ونوعها، انضم مثلاً إلى عمل تطوعي أو تعلم لغة جديدة 

تذكر أن الوقاية خير من العلاج لكن في حال شعرت بالأعراض المذكورة أعلاه بدون سبب مبرر ولفترة لا تقل عن أسبوعين، تواصل مع قسم الرعاية الصحية في مدينتك للاستشارة والعلاج. 

المراجع

 Institute of Health Metrics and Evaluation. Global Health Data Exchange (GHDx).  http://ghdx.healthdata.org/gbd-results-tool?params=gbd-api-2019-permalink/d780dffbe8a381b25e1416884959e88b (Accessed 1 May 2021

 Depression. National Institute of Mental Health.

https://www.nimh.nih.gov/health/publications/depression

 

سمر مَدْور– طالبة علم نفس وكاتبة | منصة ألوان أوروبا

زر الذهاب إلى الأعلى