منذ ظهور الذكاء الاصطناعي في عالمنا وهو يقدم لنا صورة أفضل عن المستقبل تدعوا للتفاؤل والأمل، لكن الوجه الأخر الخفي يكشف لنا حقيقة صادمة وموجعة عنه.
والسبب هو الاعتماد على جلب العمالة الرخيصة من البلدان النامية، والتي غالباً ما تؤدي أعمالاً شاقة في ظروف قاسية وتكون عرضة للاستغلال.
كما أن الانتقادات بدأت في ملاحقة وادي السيليكون المعروف بإبداعاته التكنولوجية الرائدة بعد ظهور الوجه الأخر لتلك التقنية.
ويرجع السبب في تلك الانتقادات إلى اعتماده على العمالة الرخيصة القادمة من الخارج، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة واشنطن بوست.
حيث تم إسناد العمل إلى ملايين الأشخاص في الفلبين بتصنيف الصور لتشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
ومن خلال تلك الطريقة يمكن فهم العالم بطريقة أفضل بعد تطوير الخوارزميات.
كما تمكّنت روبوتات الدردشة مثل ChatGPT من OpenAI من تقديم إجابات منطقية.
كذلك فعلى سبيل المثال نجد أن الشركة الناشئة Scale AI الموجودة في مقرها سان فرانسيسكو توظف أكثر من 10000 شخص في الفلبين من خلال منصة تسمى Remotasks.
للمزيد من أخبار المنوعات تجدونها في قسم أخبار سريعة على منصة ألوان أوروبا الإعلامية |
كما مسئولية هؤلاء العمال تكمن في تغذية الخوارزميات والمساهمة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
وفي المقابل لا تعطيهم الشركة كافة حقوقهم، لأن التقارير أثبتت أن الشركة تؤخر مستحقات العمال الفردية
لذا نجد أن أحد خبراء الأخلاقيات دومينيك ليغوت وصف تلك الأعمال بـ:
“ورش العمل ذات ظروف العمل الرقمية السيئة”.
كما أن العمال في هذا المجال لا يملكون مقصد خاص بالشكاوى، وفي الوقت ذاته يمكن أن يتعرضوا للطرد التعسفي.
وكذلك يتم فرض العقوبات إذا تم الاعتراض على ظروف العمل أو الأجور.
ولا تقتصر الحالات على الفلبين فقط، حيث تقوم شركات مثل Scale AI أيضًا بتوظيف موظفين مستقلين.
ويحدث هذا في بلدان أخرى مثل فنزويلا والهند، مما يؤدي إلى مزيد من الاستغلال وانخفاض الأجور.
لذا نجد في الوجه الأخر للذكاء الاصطناعي العمال هم أكثر من يعملون في هذا المجال.
وبالتحديد في مختلف الشركات، التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي
بالرغم من إنهم السبب في تحقيق مكاسب مالية ضخمة، لكنهم غير مرئيين ولا يحصلون على التقدير المناسب.
وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في العصر الحديث.