fbpx
العالم الرقميد.مازن غوكهمجلة ألوان أوروبا العدد الرابع

لماذا علينا تطوير ثقافة أطفالنا الإلكترونية؟ | د.مازن غوكه

لماذا علينا تطوير ثقافة أطفالنا الالكترونية؟ 

 

مازن غوكه | خبير التسويق الالكتروني والشبكات الإجتماعية
مازن غوكه | خبير التسويق الالكتروني والشبكات الإجتماعية

 

مع التطور السريع للتكنولوجيا الحديثة، أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وخاصة من حياة أطفالنا. لذلك، يجب علينا جميعاً أن ندرك آثار الإستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية على أطفالنا وكيفية تطوير ثقافة الإنترنت والتقنية فيما بينهم، مما سيساعد على تعزيز مهاراتهم الرقمية والتكنولوجية ويمنعهم من الوقوع في المصائد والأفخاخ القابعة في محيط شبكة الإنترنت بأشكال مختلفة.

وتكثر الأسئلة هنا ما هي المخاطر التي يجب أن أفكر بها مسبقاً قبل أن أسمح لأطفالي بإستخدام الإنترنت.

في هذه المقالة سنلخص لكم هذه المخاطر، ليس هذا وحسب بل ونوضح الحلول الوقائية منها.

 

ما المخاطر التي قد يواجهها الأطفال على الإنترنت وكيف يمكن تجنبها:

لماذا علينا تطوير ثقافة أطفالنا الالكترونية؟

يواجه أطفالنا العديد من المخاطر على شبكة الإنترنت، ونذكر من أهمها:

1 الاحتيال والتزوير: هنا يتم استغلال الأطفال للحصول على معلومات شخصية أو مالية من خلال البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو حتى الشات عبر وسائل التواصل الإجتماعي والألعاب الالكترونية فالبعض منها يسمح بالشات الصوتي.

 

لماذا علينا تطوير ثقافة أطفالنا الالكترونية؟
الاحتيال والتزوير

الحل: 

التحكم في الوصول إلى المحتوى: يمكن للوالدين استخدام برامج تصفية المحتوى أو تثبيت أدوات تحكم الوصول إلى المواقع للحد من الوصول إلى المحتوى الخطير، كما يجب عدم ترك الأطفال يدخلون إلى مواقع مشبوهة أو غير مألوفة والتأكد من حجب أي وسيلة تخاطب بينهم وبين أي غريب وخصوصاً للمراحل العمرية بين 4 إلى 9 سنوات.

2- الابتزاز الجنسي: حيث يمكن للمجرمين استخدام الإنترنت لمحاولة ابتزاز الأطفال وإجبارهم على إرسال صور ومقاطع فيديو غير لائقة، وذلك بتخويفهم من أهلهم وأنهم سيقومون بإخبار أهلهم عن أمر خاطئ قاموا به.

الحل: 

التواصل مع الأطفال دوماً برفق عندما يتعلق الأمر باستخدام الإنترنت:

 يجب على الوالدين التحدث مع الأطفال عن المخاطر التي يمكن أن يواجهوها على الإنترنت، وشرح لهم كيف يمكنهم تجنبها والإبلاغ عن أي شيء يبدو غريبًا أو مخيفًا على الإنترنت، وألا يخافوا من أي تحذير يأتي من غريب اتجاه والديهم. حيث يجب زرع الطمأنينة في قلوب أطفالنا ليتحدثوا لنا بشكل صريح دون تخوف من حرمانهم أجهزتهم الالكترونية أو من العقاب.

أحد الحلول هي جعل الأمر كلعبة، أي إعلام الطفل أنه حين يواجهه أمر مشابه في حال أخبركم به، فسيحصل على مكافأة نظير إداركه لهذه المصيدة وتجنبه إياها.

3- الاستهداف والتحرش: حيث يمكن للمجرمين استغلال الأطفال الصغار ومحاولة التحرش بهم عبر الإنترنت، سواءً عبر المواقع الاجتماعية أو الألعاب الإلكترونية.

الحل: 

مهم جداً مراقبة نشاطات الأطفال:

يمكن للوالدين مراقبة نشاطات الأطفال على الإنترنت، ولكن يجب الحرص على عدم التدخل في خصوصياتهم وعدم انتهاك حقوقهم الشخصية، المراقبة لا تعني الجلوس والنظر معهم كل الوقت، لا بد من إعطائهم مساحة لأنفسهم ومراقبتهم عن بعد، ليشعروا بالثقة الممنوحة منكم كوالدين. بالإضافة لذلك لا بد من تعليم الأطفال السلوكيات الآمنة على الإنترنت مثل عدم الإفصاح عن معلومات شخصية أو الموافقة على مواعيد لقاءات غير آمنة، وتشجيعهم على إبلاغكم بأي مواقف مشبوهة.

4- الإدمان: الإدمان الرقمي مثله مثل أي نوع من الإدمان الذي نعرفه، لا يختلف إطلاقاً بمضاره عن أي إدمان آخر. فإدمان الإنترنت والأجهزة الالكترونية لا بد وأن يؤدي إلى الإهمال في الدراسة والأنشطة الإجتماعية الأخرى وببعض الأحيان غياب الإدراك.

الحل: 

تحديد وقت استخدام الإنترنت:

 يجب على الوالدين تحديد وقت استخدام الأطفال للإنترنت وتحديد حدود واضحة للإستخدام، كما يمكن تحديد الأنشطة المسموح بها على الإنترنت. إن جعل الأمر هذا عادةً منذ الصغر، سيسهل الأمور عليكم في المستقبل، فاعتياد الطفل على شكل معين من إدارة الوقت سيجعله مدركاً ومعتاداً على هذا النمط.

ولكن ترك الطفل لحريته في بدء وإنهاء مسيرته الرقمية اليومية، سيكون من الصعب جداً في المستقبل تخفيف إدمانه عنه.

إبدء/ئي مع طفلك من اليوم.

5- التعرض للعنف والمحتوى العنيف: حيث يمكن للأطفال العثور على المحتوى العنيف والمضر عبر الإنترنت، مما يؤثر على سلوكهم وصحتهم النفسية.

لماذا علينا تطوير ثقافة أطفالنا الالكترونية؟
التعرض للعنف والمحتوى العنيف

الحل: 

التأكد من أن حسابات الأطفال على جميع الشبكات هي حسابات “أطفال” وليس بالغين.

يمنع مشاركة هذه الحسابات على أجهزة أخرى لأن خوارزميات الشبكات الاجتماعية ستقوم بعرض محتويات حسب المشاهدات التي تمت على نفس هذا الحساب.

ففي حال شاركت كأم طفلك بحسابك مثلاً على التيك توك، فسيظهر له فيديوهات مشابهه لاهتماماتك أنت وكذلك الأمر بالنسبة لليوتيوب وغيرها.

لذا تأكدي أن حسابات أطفال محدودة حسب العمر لمنع ظهور فيديوهات غير لائقة ويفضل عمل حساب لكل طفل على حدا، لأن الضرر الذي قد يلحق بطفل قد ينعكس مباشرة على باقي أطفالك لأنهم سيشاهدون المحتوى والاهتمامات ذاتها.

إضافة أخرى حددي لطفلك توقيت استخدام الإنترنت في النهار وتجنبي السماح له باستخدام الإنترنت ليلاً وخصوصاً في حال غياب المراقبة. 

يجب على الآباء والأمهات والمربين أن يعملوا على حماية الأطفال من هذه المخاطر، من خلال المراقبة الدورية والتوعية والتحذيرات والتعليم للأطفال حول السلوك المسؤول على الإنترنت وكيفية التعامل مع المخاطر التي قد يواجهونها.

 

كيف نجعلهم يقررون ماذا يشاهدون على الإنترنت وماذا يجب عليهم ألا يشاهدوا؟

لماذا علينا تطوير ثقافة أطفالنا الالكترونية؟
كيف نجعلهم يقررون ماذا يشاهدون على الإنترنت وماذا يجب عليهم ألا يشاهدوا

أولاً، يجب أن نعطي أطفالنا دروساً في الأخلاقيات الإلكترونية ونوضح لهم المخاطر المحتملة أعلاه عند استخدام الإنترنت. كما يجب أن نقوم بإنشاء سياسات واضحة للاستخدام المناسب للأجهزة الإلكترونية والإنترنت، وعلينا أن نشرح لأطفالنا أن هذه السياسات مهمة وأنهم يجب أن يلتزموا بها.

من المهم أيضاً إشراك الأطفال في عملية صنع القرار ومناقشة ما يمكنهم القيام به وما لا يمكنهم القيام به على الإنترنت. يمكن أن نسمح لهم بتحديد ما يرغبون في البحث عنه ومناقشة النتائج الظاهرة، كما يجب علينا توجيههم لمواقع الإنترنت الآمنة والمناسبة لأعمارهم.

هل من الصحيح مراقبة نشاطاتهم على الإنترنت أم نعطي لهم الثقة المطلقة؟

يجب أن نوازن بين مراقبة نشاطات أطفالنا على الإنترنت وتقديم الثقة لهم. الحفاظ على سلامة أطفالنا يتطلب مراقبة نشاطاتهم بشكل دوري، وذلك بالتحدث معهم حول المخاطر والتحذيرات وتنبيههم إلى المحتويات الغير مناسبة. على الجانب الآخر، يجب أن نعطي لأطفالنا الثقة والحرية اللازمة لاكتشاف الإنترنت وتعلم استخدامه بطريقة مسؤولة، وإن كان هناك مراقبة عن بعد في المراحل الأولى حتى يتأكد الأهل أن الأطفال أدركوا تماما معنى المخاطر.

كيف نوجههم ليستخدموا الإنترنت لتطوير مهاراتهم؟

لماذا علينا تطوير ثقافة أطفالنا الالكترونية؟
كيف نوجههم ليستخدموا الإنترنت لتطوير مهاراتهم؟

يجب تحفيز الأطفال لتطوير مهاراتهم الرقمية من خلال تقديم أنشطة وألعاب تعليمية تستخدم الإنترنت. الأطفال ليسوا مدركين بعد ما هو الانترنت وإنما هم بطور الاستكشاف فما تعرفونه أنتم كأهل مهما كان قليلاً هم لا فكرة لديهم عنه. لذا يجب تعليمهم كيفية البحث عن المعلومات الصحيحة والموثوقة وتحليلها بشكل صحيح، ومن المهم جداً إعلامهم أن الإنترنت بحر من المعرفة لمن أرادها. كما يجب تشجيعهم على استخدام التطبيقات والأدوات المتاحة لتعزيز مهاراتهم الإبداعية والتقنية. يمكنكم تكريس دقيقتين قبل النوم لسؤال أطفالكم حول ماذا تعلموا اليوم على الإنترنت، إن تكرار هذا السؤال يومياً سيجعل الطفل بحاجة للبحث عن معلومة كل يوم ليجد جواباً لسؤالكم كل ليلة.

في أي عمر يمكن أن نبدأ بتعليم الطفل المهارات الرقمية والإنترنت؟

يمكن أن نبدأ تعليم الطفل المهارات الرقمية والإنترنت من سن مبكرة، عندما يتمكن الطفل من استخدام الحاسوب أو الهاتف الذكي. ومع تطور تقنيات التعليم الإلكتروني، يمكن للأطفال الصغار الاستفادة من الدروس التعليمية المتاحة على الإنترنت، والتي تساعدهم على تعلم المفاهيم الرقمية بشكل ممتع.

وأخيراً لا آخراً، إن كان لديكم أي استفسار حول هذه المقالة أو أي معلومة قد تساعدكم على تطوير مهارات أطفالكم، لا تترددوا بالتواصل معنا عبر إيميل المجلة لنجيب على استفساراتكم.

 

المزيد من المواضيع تجدونها على منصة ألوان أوروبا الإعلامية

زر الذهاب إلى الأعلى