fbpx
أخبار منوعةدعاء تلو

ما بين تفشي الشائعات وتفاقم الخسائر النفسية لمنكوبي الزلزال – دعاء تللو

في الآونة الأخيرة شهدت بعض المناطق هزات أرضية عنيفة، مما أثار موجة من القلق وأثارت الخوف بين الناس.

ومع ذلك فإن بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي انتشرت فيها أخبار زائفة وشائعات حول حجم الزلزال والأضرار التي تسببها مثل الشائعات التي تقول إن الحيوانات قادرة على تنبؤ بالزلازل، أو الشائعات التي تزعم وجود طرق أخرى للتنبؤ بالزلازل بطريقة أكثر دقة.

تشير بعض التقارير إلى أن الحيوانات قد تعرف بشكل مبكر على الزلازل وتتصرف بشكل غريب قبل حدوثها، مثل الهررة الزائدة والنباح المتواصل لدى الكلاب، أو تهرب الحيوانات من المناطق المنخفضة إلى المناطق الأعلى.

لكن يعتقد العلماء أن هذه السلوكيات قد تكون نتيجة للتغيرات التي تحدث في البيئة الجوية والجيولوجية قبل حدوث الزلزال، مما يؤثر على نظام الحواسيب الحيوية في الحيوانات.

يعتقد العلماء إلى أن السلوكيات الغريبة التي تظهرها الحيوانات قد تحدث عشوائيًا، وقد لا تكون لها أي علاقة بحدوث الزلزال الفعلي، بالإضافة إلى ذلك أشاروا إلى أن الحيوانات يمكن أن تتأثر بعوامل أخرى تؤدي إلى تغيير سلوكها، مثل التغيرات في الطقس أو التغذية أو العوامل البيئية الأخرى.

ومع ذلك فإن هذه النتائج لا تزال تحتاج إلى مزيد من البحوث والدراسات لتأكيد صحتها وفهم العمليات الدقيقة التي يستخدمها الحيوانات للتنبؤ بالزلازل.

مع انتشار هذه الأخبار الزائفة، أصبح من الصعب على الناس تحديد ما هو حقيقي وما هو مزيف، بالإضافة إلى تعرضهم لتأثيرات سلبية جسدية ونفسية. وقد يؤدي هذا إلى زيادة القلق والخوف وتدهور الحالة النفسية للناس، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق المزمن.

لا يمكن تجاهل ان ذلك سيؤثر ذلك على العلاقات الاجتماعية للناس والحياة اليومية، فالناس يمكن أن يتجنبوا الذهاب إلى العمل أو المدرسة، ويصعب عليهم تحقيق أهدافهم في الحياة بسبب القلق والتوتر.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الشائعات إلى زيادة العنف والفوضى في المنطقة، حيث يصبح الناس أكثر عرضة للسرقة والنهب والاعتداءات.

ومع وجود حالة الفوضى هذه يصعب على الناس الحصول على المساعدة الطبية والإغاثة اللازمة، مما يؤدي إلى زيادة الخسائر النفسية والجسدية للضحايا والمنكوبين.

علاوة على ذلك يمكن أن يؤدي تفشي الشائعات إلى تشتيت جهود الإغاثة والمساعدة، حيث يتم إنفاق وهدر الوقت والجهد في التعامل مع الأخبار الزائفة بدلاً من تقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، وبالتالي يصعب على المنكوبين الحصول على الدعم اللازم في هذه الأوضاع الصعبة.

وعندما يكون الناس غير قادرين على الحصول على المعلومات الدقيقة والموثوقة، فإنهم قد يخطئون في اتخاذ القرارات الصحيحة والتصرفات السليمة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الخسائر والأضرار الناجمة عن الزلزال.

اما الأثر عند الأطفال فقد يشعرون بالقلق والخوف من الزلزال ومن أي تجربة مشابهة قد تحدث في المستقبل، ويمكن ان يصابوا بإضراب ما بعد الصدمة، وقد يتمثل ذلك في الشعور بالذهول والارتباك وعدم القدرة الكلام او التلعثم.

وينعكس ذلك بصور أخرى كعدم الشعور بالأمان وعدم القدرة عن النوم والتبول اللاإرادي.

تتفاوت الإحصائيات حول حالة المنكوبين النفسية جراء الزلازل من منطقة لأخرى وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حجم وشدة الزلزال، ومدى تأثيره على المناطق المتضررة وعدد الضحايا.

وفقًا لتقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن 30% من الأشخاص الذين يتعرضون للزلازل يمكن أن يعانوا من مشاكل نفسية مثل الصدمة والقلق والاكتئاب.

وفي دراسة أجريت في إيطاليا عام 2016، تبين أن نسبة الأشخاص الذين عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة بعد زلزال في وسط إيطاليا بلغت 17%.

اما اليابان وهي واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم، تعتبر مشكلات الصحة النفسية للمنكوبين من الأولويات القصوى للحكومة.

ووفقًا لوزارة الصحة اليابانية بلغ عدد الوفيات جراء انتحار المرتبط بالزلازل والكوارث الطبيعية في البلاد 3664 شخصًا بين عامي 1995 و2019.

تشير هذه الإحصائيات إلى أن الزلازل يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات نفسية خطيرة على المنكوبين، وأن التدخل المبكر والدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تخفيف هذه التأثيرات.

ومن بين الخطوات التي يمكن اتخاذها لدعم منكوبي الزلازل تنظيم الجهود الإغاثية لمساعدتهم في إعادة بناء حياتهم. كما يمكن تقديم الدعم النفسي من خلال التحدث إليهم والاستماع لهم وتقديم الأمل والتفاؤل، وتذكيرهم بأنهم ليسوا وحدهم.

دور الاعلام في تغطية الكوارث الطبيعية كالزلازل

يلعب الإعلام دورًا حيويًا في توفير المعلومات المهمة والدقيقة حول الزلازل وتداعياتها. ومن المهم على الجهات الإعلامية أن تتخذ خطوات حيوية لتوفير المعلومات الصحيحة والموثوقة، وذلك من خلال القيام

بالتواصل مع المصادر الموثوقة مثل الهيئات الحكومية والخبراء والمؤسسات الأكاديمية، للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حول الزلزال وتداعياته.

أيضا يجب على الجهات الإعلامية توضيح الحقائق وتفنيد الشائعات المنتشرة حول الزلزال، وذلك عن طريق نشر المعلومات الدقيقة والموثوقة التي تصدر من المصادر الموثوقة.

كذلك يجب أن تقدم الجهات الإعلامية المعلومات بطريقة سهلة الفهم، وذلك من خلال استخدام لغة بسيطة وشرح المفاهيم التقنية بطريقة سهلة الفهم.

وعلى الجهات الإعلامية أن تبذل جهودًا للتواصل المستمر مع الجمهور، وذلك من خلال تحديثات متكررة وإصدار بيانات تفصيلية وموثوقة بشكل منتظم، وأيضا تحمل مسؤولية توجيه الجمهور إلى المصادر الموثوقة للحصول على المعلومات الدقيقة حول الزلزال، وذلك من خلال الإشارة إلى المصادر الموثوقة وتوفير روابط للوصول إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى