هشام سليم.. رحل عن عالمنا قبل أيام الفنان الكبير هشام سليم عن عمر 64 عام، وبعد صراع مع مرض السرطان وعلى الرغم من معاناة هشام سليم مع مرض السرطان إلا أنه لم يخرج ليتحدث عن محنته أو مرضه، حيث كان يتسم بقوة شخصيته وخوضه للأزمات بمفرده وربما تكون تلك الصفة قد اكتسبها من والده الفنان الراحل ولاعب كرة القدم صالح سليم، وسنتعرف سوياً على أهم المحطات والأزمات في حياة الفنان الراحل هشام سليم.
زوجته تأخذ بناته وتهرب خارج مصر
عاش الفنان الراحل هشام سليم محنة صعبة سنوات عديدة من عمره عندما استيقظ في أحد الأيام ولم يجد زوجته في المنزل حيث اصطحبت بناته الثلاث وهربت بهم إلى خارج مصر، وكانت زوجته تدعى ميرفت النحاس وهي سيدة مصرية من خارج الوسط الفني تزوجها في التسعينيات وأنجب منها ثلاث بنات هم نور وزين وعصمت، وقد تسببت تلك الأزمة في جرح كبير للراحل هشام سليم الذي أخذ يبحث طويلاً ولسنوات عديدة عن بناته الثلاث الذين اختفوا وهم أطفال مع والدتهم، وعلى حسب تصريحات خاصة منه قبل وفاته كان كلما يجد مكانها في بلد ويعزم على السفر والبحث عن بناته تختفي مرة أخرى.
ولم يستطيع هشام سليم الوصول إلى بناته لمدة وصلت 10 سنوات كان يحلم يومياً باليوم الذي سيلتقي بهم، أو يطمئن عليهم حتى أنه راودته في بعض الأحيان شكوك عن أنهم ربما قد أصابهم مكروه، وتسببت تلك الأزمة لهشام سليم بجرح كبير وحزن لم يستطيع أن يتخطاه رغم النجاح الذي كان يحققه يوماً بعد يوم.
وعاش هشام سليم فترة كبيرة من حياته في عزلة ووحدة حتى التقى بزوجته الثانية وهي سيدة سعودية الجنسية تدعى نادية الغالب، وهي من استطاعت أن تُخرج هشام سليم من عزلته ووحدته إلا ان زواجهم لم يستمر طويلاً حيث أنها كانت تريد العيش في بلدها المملكة العربية السعودية، ولم يستطيع هشام سليم ترك أهله وفنه في مصر لذلك أنفصلا بالتفاهم وبالمودة والحب والاحترام، كما أنه صرح أنه يتمنى لو يعود لزوجته الثانية وأنه لازال يحبها قبل فترة قصيرة من وفاته.
المزيد من المواضيع الثقافية التي تهم الجاليات العربية في أوروبا تجدونها على منصة ألوان أوروبا
تحول ابنته الجنسي إلى ذكر
على الرغم من تصدي الفنان الراحل هشام سليم للجميع ووقف إلى جانب ابنته نورا التي تحولت إلى نور بعد إجراء عملية تحول جنسي، كانت تلك الأزمة الأشهر في حياة هشام سليم ولكنه دعم ابنته المتحولة جنسياً ووقف إلى جانبها، موضحاً للجمهور أنه كان لديها عيوب خلقية وأنها ولدت ببعض التشوهات التي أقر الأطباء حين ولادتها أنه من الأفضل أن تنتظر إلى سن البلوغ لتستقر الهرمونات وعلى الرغم من تصريحات هشام سليم بذلك مع المخرجة إيناس الدغيدي في برنامج “شيخ الحارة” المذاع عبر شاشة قناة القاهرة والناس إلا أن لابنه رأى أخر.
حيث وضعه ابنه المتحول جنسياً من نورا إلى نور في مأزق مع جمهوره حينما صرح بأنه أنه ولد كفتاة ولكنه لم يشعر نفسياً بأنه سعيد أو متسق مع ذاته، وكان يريد دائماً أن يصبح رجلاً وأنه الأمر نفسي وفسيولوجي أكثر منه عضوي، وهو ما أثار غضب الجمهور كثيراً، حيث أختلفت تصريحات نور هشام سليم والفنان الراحل هشام سليم مما وضع الأخير في مأزق مع جمهوره.
أزمة هشام سليم مع ياسمين عبد العزيز
دخل الفنان الراحل هشام سليم مع أزمة كبيرة مع الفنانة ياسمين عبد العزيز بعد أن تشاجرت ابنته زين مع ياسمين عبد العزيز في أحد قرى الساحل الشمالي، وصل إلى حد التشابك بالإيدي بين ياسمين التي اعتدت بالضرب على ابنته زين وشقيقتها الأخرى، ووصل الأمر بينهم إلى تدخل الشرطة واستطاعت ياسمين أن تحصل على حكم بالحبس لابنة هشام سليم ووصلت الشرطة إلى مدرستها بالهرم وهو ما أثار غضب هشام سليم للغاية، وكانت أزمة كبيرة بالنسبة له أن تذهب الشرطة إلى مدرسة ابنته وهي في سن صغير ولاتزال قاصر، وعلى الرغم من عدم اعتياده للخروج والتصريحات في الأزمات التي يمر بها في حياته، إلا أنه خرج عن صمته وصرح في أكثر من لقاء أنه يشعر بالاستياء والغضب من تصرف ياسمين عبد العزيز التي كانت باستطاعتها احتواء الأزمة مع ابنته كراشدة وكبيرة ومسئولة ولكنها بدلاً من ذلك اعتدت عليهم بالضرب وهم بنات في سن المراهقة، ولم تكتفي بذلك بل حررت محضر لرسمي تحول إلى القضاء وواجهت ابنته حكم بالحبس لمدة ستة أشهر.
وما كان من ياسمين عبد العزيز سوى احتواء الأزمة وتنازلت عن القضية ضد ابنة هشام سليم، وسعت إلى الصلح مع هشام سليم وابنتيه التي تشاجرت معهم، وانتهى الخلاف بينهم.
أزمة هشام سليم مع صناع الفن
عانى الفنان هشام سليم كثيراً مع صناع الفن من منتجين ومخرجين حيث لم يكن الكثيرين يرسلوا له أعمال فنية لقرائتها وللعمل بها، واستمر هشام سليم صاحب الموهبة التي لا خلاف عليها وتطورت مع الزمن في صمته ولم يشكوا لأحد من قلة العمل، ولكن كان المقربين منه يعرفون جيداً أنه يعاني من قلة العمل والظهور، ولم يعاني هشام سليم من أي أزمات مالية حيث أنه ولد لأسرة ثرية بالفعل ولديه ما يكيفيه، ولكن عانى من البعد عن التمثيل الذي أحبه طوال عمره ولم يتخذه كمهنة بل كان التمثيل له موهبة وهواية وعشق لا ينتهي.
وقد يكون السبب وراء ابتعاد هشام سليم لفترة طويلة عن الفن والتمثيل بسبب أنه لا يعرف المجاملات ولا السهر بل كان شخص هادئ الطباع، يطمئن على أصدقائه في الوسط الفني ويدعم من يحتاج إليه في صمت ولم يعرف هشام سليم يوماً أن يتصل بمخرج أو مؤلف أو منتج طالباً للعمل، ولهذا السبب اختفى من الساحة الفنية فترة طويلة كانت أحد أزماته التي لم يتحدث عنها كثيراً ولكنها بالفعل أثرت عليه.
سالي شبل | خاص لمنصة ألوان أوروبا للإعلام