مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، تشتد المنافسة بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، وسط أجواء تتسم بالتوتر والترقب. فبينما يسعى كل طرف لكسب تأييد الناخبين في الولايات الحاسمة، نجد أن النتيجة لا تزال غير واضحة، إذ يتقلب السباق باستمرار بين المرشحين.
رحلة الألف ميل ل هاريس نحو البيت الأبيض
تعاني كامالا هاريس من تراجع في دعمها بولايات رئيسية مثل ميشيغان وويسكونسن، وقد يرجع جزء كبير من ذلك إلى موقفها الداعم لإسرائيل في الصراع الأخير مع حماس وحزب الله. القرار الذي قد أثار جدلاً واسعاً بين الناخبين، وخاصة في صفوف الجاليات التي تأثرت بهذا النزاع بشكل مباشر أو غير مباشر.
في هذه المرحلة تعتمد حملة هاريس على استراتيجيات لاستعادة الأصوات في هذه الولايات المتأرجحة من خلال التركيز على قضايا محلية تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للناخبين، مثل فرص العمل والنمو الاقتصادي.
ترامب يعزف على وتر الاقتصاد والأمن القومي
من جهة أخرى يتبع ترامب استراتيجية قوية تعتمد على تسليط الضوء على ما يعتبره أخطاء الإدارة الحالية في معالجة قضايا الاقتصاد والأمن.
فهو يشير باستمرار إلى تدهور الاقتصاد وزيادة المخاوف الأمنية كأدلة على الحاجة لتغيير القيادة. كما استطاع جذب أصوات مترددة من خلال وعود بزيادة فرص العمل وتعزيز الأمن القومي، وهو ما يلقى صدى واسعاً بين قاعدة الناخبين التقليديين له.
استطلاعات الرأي: سباق مفتوح أم مجرد لعبة أرقام؟
تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف لهاريس على الصعيد الوطني، ولكن النسبة الضئيلة ليست كافية لترسيخ أي ثقة.
في الواقع تظل الولايات التي تملك وزناً انتخابياً كبيراً مثل أريزونا وبنسلفانيا، هي ساحة المعركة الحقيقية، حيث يمكن لأي تغيير بسيط في أعداد الناخبين المترددين أن يقلب الموازين.
قد يبدو التصويت متقلباً ولكن لمن يتابع المشهد يعلم أن هذه مجرد جزء من سباق يعتمد على استراتيجيات اللحظات الأخيرة.
التحدي الأكبر هو الوصول إلى 270 صوتاً
في خضم هذا الصراع يحتاج المرشحون للوصول إلى عتبة 270 صوتاً في المجمع الانتخابي للفوز بالرئاسة. تمتلك هاريس بالفعل بعض الأصوات المؤكدة، لكنها لا تزال بحاجة إلى تعزيز موقفها في بعض الولايات.
في المقابل يعوّل ترامب على تحقيق مكاسب إضافية في الولايات المتأرجحة، التي يمكن أن تقلب الطاولة لصالحه وتكون بمثابة طوق نجاه له إذا تمكن من كسب أصوات كافية في اللحظات الأخيرة.
كل شيء يعتمد على اللحظة الأخيرة
ومع بقاء أيام قليلة فقط على يوم الاقتراع، يزداد الغموض حول ما إذا كان الناخبون سيحسمون الخيار لصالح التغيير أو إعادة ترامب إلى السلطة.
تعتمد نتيجة الانتخابات القادمة على عدة عوامل منها قدرة المرشحين على جذب الناخبين المترددين إلى مدى المشاركة في اللحظات الأخيرة.
ومهما كانت النتيجة يبدو أننا أمام أحد أكثر السباقات الانتخابية تعقيداً وتوتراً في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.