fbpx
المرأةدعاء تلومجلة ألوان أوروبا العدد الخامس

ناشطات تربويات يحملن رؤية التغيير – دعاء تللو

تعتبر الناشطات التربويات أصواتًا قوية تسعى لتحسين التعليم وتعزيز التحصيل الأكاديمي والتنمية الشخصية للأطفال.

سنرصد من خلال مجموعة من اللقاءات رؤية مجموعة من الناشطات للتعليم وما السبب وراء اختيارهن هذه المهنة.

كما سنتناول أيضًا تحدياتهن وكيف يواجهن صعوبات التغيير والابتكار في المنظومة التربوية، كما سنسلط الضوء على دور الناشطات التربويات كمحرك للتغيير الإيجابي، وكيف يمكن دعمهن وتشجيعهن لتحقيق تحسينات مستدامة في المنظومة التعليمية.

“التعليم والتحفيز على التعلم أمران مهمان للغاية لأنهما يخلقان مجتمع متجدد ومتطور” هذا ما بدأت به الاستشارية التربوية المقيمة في مالمو، و الحاصلة على شهادة تأهيل وشهادات في المجال التربوي “محاسن الزبيدي”.

مضيفةً أنه في البداية يأخذ الطفل الأساسيات التربوية من الوالدين ثم يأتي دور التربويين لمساعدة الطفل ودمجه في المجتمع من خلال مناقشته وتقديم له نصائح تربوية، وهذه النصائح تختلف من فترة زمنية إلى أخرى بتطور المجتمع والظروف المحيطة به، ولكل طفل تجربته الخاصة.

يمكنكم قراءة المزيد من المواضيع في قسم المرأة على منصة ألوان أوروبا الإعلامية

المرشد التربوي هو أساس بناء المجتمع

خلال حديثنا مع “الزبيدي” قالت إنه كان لها دافع قوي للدخول في حقل التربية، ودور المرشد التربوي أمراً ليس سهلاً، فذلك يتطلب من الشخص الوقت والجهد على تطوير نفسه باستمرار ومناقشة الآخرين من أجل الوصول إلى مجتمع صحي يجيد سياسة الحوار وتطوير الأساليب التربوية.

فالتربوي يبذل جهده مع الأهل ويعمل معهم جنباً إلى جنب لتطوير النظام التربوي للطفل والذي بالتأكيد سينعكس على المجتمع بشكل إيجابي.

أما عن الرؤية لتطوير بيئة تعليمية مشوقة وداعمة لنمو الأطفال أشارت “الزبيدي” إلى أن وجود رؤية وأساليب مشوقة لدعم نمو الطفل أمر في غاية الأهمية.

وذلك يكون بطرق مبسطة بعيدة عن أسلوب الشرح النظري أو الذي ينشأ عليه البعض في الدول التي لا تهتم بتطوير الأساليب التربوية.

الشرح النظري أمر جيد لكن ليس كافي

إعطاء الطفال مساحة كافية للتعبير والمشاركة أمر في غاية الأهمية، عندما يتعلق الموضوع بنقل معلومات ما لهم.

فبعد الانتهاء من القسم النظري وكمثال مادة الجغرافيا يجب إعطاء الأطفال مساحة للبحث عن ذلك البلد دون تحديد موضوع معين، وترك الحرية لهم بالاختيار.

وهنا يتمكن كل طفل من إبراز قدراته بطريقة مبتكرة وحديثة، يمكن لطفل أن يتحدث عن المناخ لهذا البلد، وطفل أخر يتحدث عن الموسيقى، طفل أخر يتحدث عن ثقافة الطعام في هذا البلد.

هنا سيكون لدى الأطفال أفكار متنوعة ومتبادلة ويتناقشون بها حول موضوع محدد لكن بطرق وأساليب مختلفة.

أما عن التحديات التي تواجه الاستشاري التربوي وكيفية التغلب عليها قالت “الزبيدي” أن هناك العديد من التحديات وربما من أصعبها هي كسب ثقة الأهل، حتى تتمكن من مساعدتهم بطريقة مجدية.

ومن ضمن التحديات أيضاً تعزيز التفاعل والتواصل بين المرشدين الاجتماعين والأطفال والأشراف على توفير بيئة تعلمية آمنه ومشجعة.

كذلك التحديات المتعلقة بالمواد التعليمية ويتم ذلك من تحديث المناهج وجودة التعليم ودعم الأطفال في ظل التغيرات المتسارعة في مجال التعليم.

رؤيتي في التعليم انطلقت من الحب

هذا ما قالته الناشطة التربوية نسرين قدورة أستاذة برعاية الأطفال والمونتيسوري في هيئة اليونيسف، تعيش في السويد مند ٢٠١٦ ولديهم العديد من البرامج وورشات العمل في الارشاد التربوي ودعم الوالدين.

وأضافت “قدورة” إن السر يكمن دوما أن نجعل أطفالنا يحبون ما يفعلون، وأشارت إلى أسلوب التعزيز والتشجيع والاستمتاع انه هو الطريقة الأفضل و التي لها أثر مستمر ودائم في العملية التعليمية والتربوية.

وتابعت أن القاعدة الأساسية لدي هي مكافأة الجهد وليس النتيجة، فبذلك نحترم ونقدر جهود الطفل وأنه حقق شرف المحاولة وذلك هو الذي سيزيد خبرة الطفل بغض النظر نجح أم لا أو حقق الهدف أم لاء.

والأساليب التي اعمل بها مع الـأمهات والأطفال هو وضع هدف واضح ومساعدة الطفل في تخيل الصورة الكاملة ليبقى الدافع والشغف متجدد.

وأكدت على أن من المهم السماح بالخطأ وأن نتعامل معه كتجربة وليس كفشل وهذه من أهم القواعد العملية التي علينا أن نربي عليها أبنائنا، وهي جرب.. أخطأ …وتعلم من خطأك، فذلك يساعد في تنمية الشعور بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار عند الطفل.

إيماني في التربية من قيمي المهمة وهو دافعي و وراء أختيار مهنة الناشطة التربوية

وأضافت “قدورة” أن التربية لها دور كبير و أثر في صناعة الانسان وتكوين المجتمع، وعملي كمختصة بمنهاج المنتوسوري وخبرتي وتجاربي مع أطفالي والنشاطات التي أقوم بها عزز ايماني في أن عالم الطفولة هو عالم ممتع وخطير بنفس الوقت, فكل ما يؤثر بنفسية الإنسان وطريقة تفكيره وقناعاته يكمن ويرجع لعمر الطفولة.

وما نزرعه في عقلية ونفسية الطفل سيبقى له الأثر الأكبر في مسار حياته ومستقبله.

التعليم عن طريق اللعب يساعد في تحفيز الأطفال على الرغبة في التعلم

قالت “قدورة” أن عندما ينخرط الطفل بنشاط في لعبة، فإن عقله يجرب متعة تعلم نظام جديد، وأن التعلم القائم على الألعاب يشكل دافع فعال للتعاون والمشاركة بين الفريق، والذي يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص للأطفال في بيئة الفصل الدراسي.

ومن الاستراتيجيات المهمة التركيز على نقاط قوة طفلك فهي من أشكال التعزيز الإيجابي الذي يحفزه على مواصلة التعلم، وبالعكس، فإن التركيز على نقاط ضعف طفلك لا يفعل شيئًا سوى التسبب في الإحباط والضيق وعدم الرغبة في التعلم.

شخصية المربي وصفاته لها انعكاس كبير ومهم على الطفل ورؤيته للتعلم وبناء العلاقات.

هذا ما أشارت إليه “قدورة” انه من اصعب التحديات لذا أن يتمتع المربي بشخصية منفتحة وقدوة للطفل أمر مهم وضروري، فمثلا عليه أن يتمتع بصفتين على مستواه الشخصي, الاولى الصبر والثانية التطور المعرفي والتكنولوجي.

أيضا التحدي الثاني يكون في تطوير المعارف والخبرات لأنه كل ٨ شهور يكون هناك بحث علمي جديد ودراسة جديدة تلغي ما قبلها، فلم نعد نستطيع الاكتفاء بالشهادة الجامعية والمعلومات التي نأخذها لذلك القراءة والوورش التدريبة وتطوير المعارف وخاصة ضمن التكنولوجية وتطورها أصبح تحدي علينا مواكبته.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى